من هو أدهم الشرقاوي:
"إلى مدرّس اللغة العربية الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال: ستموت قبل أن تكتب جملة مفيدة" بهذه العبارة المليئة بالمعاناة منذ الصغر، افتتح الكاتب أدهم الشرقاوي كتابه "كش ملك"، كاتب فلسطيني ولد ونشأ في مدينة صور اللبنانية وحصل على دبلوم التربية الرياضية من كلية التربية وإجازة الماجستير في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، عمل في صحيفة الوطن القطرية ليبدأ الكتابة فيما بعد في منتدى الساخر، وأصدر بعدها كتابه الأول عام 2012 بعنوان "أحاديث الصباح"، ينشر أدهم مؤلفاته تحت اسم مستعار "قس بن ساعدة"، متزوج وله ولد وثلاث بنات ألف عدداً من الكتب أبرزها:
ـ عندما التقيت عمر بن الخطاب
ـ كش ملك
ـ خربشات خارجة عن القانون
ـ حديث الصباح
ـ حديث المساء
ـ عن شيء اسمه الحب
ـ نبض
ـ نطفة
ـ للرجال فقط
ـ أضغاث أقلام
ـ وإذا الصحف نشرت
ـ مع النبي
ـ وطن من لحم ودم
ـ وتلك الأيام
ـ نبأ يقين
ـ طرائف العرب
ـ الأم في أدب غسان كنفاني
ـ يحكى أن
ـ على منهاج النبوة
ـ رسائل من القرآن
ـ ليطمئن قلبي
ـ ثاني اثنين
ـ أنت أيضاً صحابية
إذا كنت تظن أنك تعاني من الكثير من المشاكل وتمر بالكثير من المصاعب وأنك حين تتواجد في مكان ما تشعر وكأنك الوحيد الذي تعاني، في روايتنا اليوم ستكتشف العكس لغناها بالكثير من المواضيع الكثيرة التي هي جزء من حياتنا ولكنها مجتمعة في مكان واحد حافلة مليئة بالأفكار والشخصيات والهموم والوجوه تابعوا معنا...
أحداث الرواية:
ـ تدور أحداث الرواية في حافلة تسير في دروب الحياة وتكشف لنا في كل مرة حكايا جديدة بأبطال جدد يحمل كل منهم ألما خيبة حباً حلماً وأملاً، فالرواية ما هي إلا رسالة مطولة من البطل إلى حبيبته التي جمعته بها إحدى الحافلات التي كانوا يستقلونها لتأخذ أحدهما إلى الجامعة والآخر إلى العمل.
ـ كان البطل يتطرق أثناء حديثه إلى حبيبته للحديث عن بقية الركاب الذين نشأت بينهم علاقة وطيدة نتيجة لقاؤهم اليومي، فتارة كان يتحدث عن إحدى ركاب الحافلة وهي الخالة أم أحمد مريضة السرطان، والتي تستقل الحافلة للذهاب إلى جلسات المعالجة الكيميائية والرجوع منها، قاصاً علينا حكايتها التي تترك غصة عميقة في نفوسنا، وذلك عندما يخبر حبيبته عما يحدث للمرأة أثناء غيابها، يتابع حديثه عن بقية ركاب الحافلة قاصاً لنا حكاية كل منهم، لنتفاعل معهم ونتأثر وكأننا ركاب ضمن هذه الحافلة لا قرّاء لكلام خطّ حبراً على ورق.
ـ يحدثنا الكاتب أيضاً عن المأساة التي رافقت امرأة عاقر، والأحداث المأساوية التي تعرضت لها من طلاق وهجر وحرمانها من حلم الأمومة الذي لطالما راودها، وأيضاً عن الرجل العجوز الذي فقد بصره عندما كان صغيراً، وتركنا نرى الدنيا بعينيه المليئتان بالظلام الحالك في الحافلة، أيضاً كان هناك شاباً تقيّ يغمر قلبه إيماناً نقي وقلبه إسلاماً تاماً لله، وفي ذات الحافلة كان هناك الصحفي الملحد الذي يملأ قلبه الشك وعقله بالأسئلة، فكثيراً ما كانت تجري بين الشخصيتين المختلفتين المناقشات التي كانت تجري وسط صمت بقية الركاب، فلمن ستكون الغلبة في النهاية؟ وهل سيكتب يوماً ما الصحفي الملحد رحلته في الوصول إلى الإسلام؟
ـ في الحافلة كان هناك أيضاً كاتب مغمور يحلم على الدوام بإصدار كتابه الخاص، ولكنه لم يحالفه الحظ في ذلك، وأيضاً إلى الشاب الثلاثيني الذي توقف عداد عمره في الخامسة من عمره، في اللحظة التي كان يعبث بها بمسدس أبيه لتنطلق رصاصة وتستقر في قلب أمه الأحب إلى قلبه، وأخيراً نصل إلى قصة بطل رواية ليطمئن قلبي الذي يحكي لنا كل هذه القصص، فقصة كريم ووعد هي محور الأحداث التي كانت تدور في عقل الراوي، قصتهما كانت أفلاطونية تنتهي بأحداث مفجعة.
ـ إن هذه الرواية لم تكن تشبه مثيلاتها من كتابات أدهم الشرقاوي فلقد تفوق أدهم على نفسه، فرغم روعة كتب أدهم الشرقاوي إلا أنه تبقى لهذه الرواية نكهة خاصة وسحر عجيب، فالرواية ما هي إلا مزيج من الاندهاش والصدمة والحزن، فكانت لغة الكاتب قوية جداً، وكانت كلماته تتراقص بين دفات الكتاب المغمور، إن أدهم لم يكن مجرد كاتب أو سارد للحكايات في هذه الرواية، بل كانت هذه الرواية بمثابة علم ومنهج نبتهل منه الحكم والغايات التي نطاردها على طول حياتنا وأيامنا، فسرد الكاتب ومعالجته للكثير من الموضوعات الشائكة في حياتنا كان بأسلوب تسوده الموضوعية والحقيقية، مستدلاً عليها بالنظريات العلمية وأقوال العلماء، فالرواية كانت عميقة رغم بساطتها، وبسيطة رغم عمقها سادت على النهاية أحزاناً كثيرة، وبقي بين طياتها شعاع أمل لا يمكن التغاضي عنه، فهو إكسير الحياة الذي لا يمكن أن نكملها بدونه.
ودمتم بألف خير.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!