من هو الكاتب يوسف زيدان؟
ولد الكاتب يوسف زيدان في عام 1958 في محافظة سوهاج، وانتقل في سن مبكرة إلى الإسكندرية ليستقر في حي شعبي وعمل نادلاً في أحد المطاعم.
حصل على ليسانس الفلسفة الإسلامية من كلية الآداب عام 1980 وعمل مدرساً في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، أسس قسم التراث والمخطوطات في مكتبة الإسكندرية في عام 1994 وعمل كمدير له حتى فصل إثر خلاف بينه وبين مدير المكتبة.
أهم أعماله:
ـ ظل الأفعى
ـ عزازيل
ـ النبطي
ـ حي بن يقظان
ـ النصوص الأربعة ومبدعوها
ـ إن اسم عزازيل هو اسم من أسماء الشيطان، فكلنا نعلم أن الشيطان كان ملاكاً في الجنة قبل أن يهبط إلى الأرض بأمر من الله تعالى عقاباً له، حصلت رواية عزازيل على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة البوكر سنة 2009، وجائزة بريطانية عن فئة أفضل عمل عربي مترجم إلى الإنجليزية.
كان في التاسعة من عمره عندما قتل والده على يد مجموعة من المسيحيين الذين يدعون أنهم محبين لآلام المسيح وتابعين للكنيسة، كبر هذا الطفل ليكون راهباً مكملاً مسلسل القتل والفقد في حياته، ظلت مدفونة قصته لآلاف السنين فكيف وصلت حكايته إلينا؟
ـ تم العثور على مجموعة من المخطوطات التي كانت مدفونة في صندوق خشبي في أحد المواقع الأثرية، وكانت هذه المخطوطات مكتوبة باللغة السريانية، وبعد أن قام علماء الآثار بترجمة هذه المخطوطات اكتشفوا أنها قصة حياة أحد الرهبان المصريين والذي يطلق عليه اسم هيبتا، وتحوي هذه المخطوطات على كامل حياته بدايتها وحتى النهاية.
ـ أراد الراهب هيبتا أن يدفن مخاوفه وأوهامه في الأرض محاولاً الفرار منها، وعند استخراج الباحثين لهذه المخطوطات خلقت رواية عزازيل، فالرواية تحتوي على شخصيات حقيقية فمثلاً عندما كان الراهب هيبتا في أحد الكنائس في مدينة الإسكندرية المصرية، التقى بـ العالمة هيباتيا التي كانت تعطي دروساً في علم الرياضيات والحساب، والجميع يعلم أن هيباتيا هي العالمة الأولى في التاريخ التي كانت تلقي محاضرات في علم الرياضيات والحساب.
ـ كان هيبتا يستمع لمحاضرات هيباتيا التي كان معجب كثيراً بشخصيتها علماً أن هيباتيا كانت وثنية، تقتل هيباتيا على يد بعض المرتدين المسيحيين، حزن الراهب كثيراً على الطريقة الغوغائية التي تم قتل هيباتيا بها، فهم لم يكتفوا بقتلها وحسب بل نكلوا بها وقاموا بحرق الجثة، بعدها قرر الراهب وعلى إثر ما حدث أن يسمي نفسه هيبتا، فهو قد استوحى اسمه من العالمة هيباتيا.
ـ جميع الشخصيات المذكورة في الرواية حقيقية، ويملكون الكثير من المراجع التاريخية التي تتكلم عنهم، عدا شخصية هيبتا الراهب فهو شخصية غير معروفة على الإطلاق، وكانت هذه الفكرة حيلة من الكاتب من أجل قص الرواية بطريقته الخاصة على لسان شخصية مبتكرة من مخيلته الخاصة.
ـ يقول الكاتب في مقدمة الكتاب حديث للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
"لكل أمرؤ منا شيطانه حتى أنا لكن الله أعانني عليه فأسلمت"
إن الحديث الكريم الذي افتتح الكاتب به روايته كان بمثابة الفكرة الأساسية التي تدور في فلكها الرواية.
ـ إن الراهب هيبتا كان راهب واسع الاطلاع يعمل في مجال الطب يعالج المرضى في الكنيسة والدير الذي يعمل به، عاش هذا الراهب في الإسكندرية والقدس وحلب السورية، كان راهب رحالة يتنقل من مكان إلى آخر، وفي أحد زياراته لمدينة الإسكندرية التقى بامرأة وثنية تدعى أوكتافيا، ارتبط معها بعلاقة قوية وعندما اكتشفت أوكتافيا أن هيبتا راهب مسيحي قامت بقطع علاقتها فيه كلياً، كان هيبتا يمكنه ببساطة أن يستمر بعلاقته مع هيبتا بتخليه عن رهبنته إلا أنه اختار الطريق الذي بدأ بها ويتخلى عن حبه لـ أوكتافيا.
تحميل الرواية :
👈من هنا👉
ـ في أحد رحلاته استقر لفترة في دير ووهب نفسه لخدمة هذا الدير، وفي أثناء مكوثه فيه التقى بمارتا وذلك عندما كان يعالج عمتها، بعد فترة من الزمن طلبت مارتا من هيبتا أن يتوقف عن عمله في الرهبنة والدير من أجل أن يتزوجها ويتوجان قصتهما بالزواج والعائلة، إلا أن هيبتا رفض ذلك وأكمل طريقه بكونه راهباً واهباً نفسه للكنيسة والدير الذي يعمل به.
ـ من خلال المراجعة الدقيقة للرواية نكتشف بأن عزازيل أو الشيطان هو الذي يطلب من الراهب أن يكتب قصة حياته ويشجعه على هذا الأمر، ومعنى هذا الأمر أن الغواية التي تعرض لها الراهب في فترة من حياته كانت بتأثير من عزازيل.
ـ في نهاية الرواية يكتشف الراهب أن عزازيل كان متواجد على الدوام داخل نفسه، والراهب هو الذي يقوم باستدعائه من داخله في الوقت الذي يحتاج له ويصرفه في الوقت الذي يريد أيضاً، وكأن الكاتب يريد إخبارنا أن الشيطان يعيش داخل أرواحنا فهناك صراع دائم في ذواتنا بين الخير والشر، ونرى أيضاً على الدوام الفائز في هذا الصراع، فالراهب كان ينتصر في كل مرة ويكمل الطريق الذي بدأ به مصمماً على المضي في الطريق الصحيح.
ـ إن التقييم لرواية عزازيل نابع من منطلق إبداعي فهو عامل غاية في الإبداع، وبذل فيه الكاتب مجهود عظيم فالتقييم الديني هنا ليس له أي مكان والجدال العقائدي في الأعمال الأدبية البحتة هو ظلم واضح وصريح للغاية التي يريد الكاتب إيصالها، وتحديد وجودي ومكاني لخيالات الكاتب التي لا تنفع بدونها أن يتواجد إبداع يتخطى حدود الرواية أو العمل المكاني والإنساني.
ودمتم بألف خير.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!