في مقالنا التالي سنلخص لكم كتاب قواعد العشق الأربعون للكاتبة إليف شافاك الصادر عام 2009 لنتابع سوياً...
من هي إيليف شافاك؟
الكاتبة والناشطة التركية المثيرة للجدل إيليف شافاك، ولدت في بيلغين عام 1971 والتي أصبحت دبلوماسية فيما بعد أمضت الكاتبة طفولتها ومراهقتها بين مدريد وعمان قبل عودتها إلى تركيا، نشرت الكاتبة 15 كتاباً بينها 10 روايات وحصلت الرواية الأولى لها الصوفي للرومي على جائزة أفضل كتاب عام ،1998 اهتمت بالتصوف في بداية حياتها وانعكس ذلك على طابع رواياتها التي كتبتها.
تلخيص الكتاب:
ـ إيلا روبينستين البالغة من العمر أربعين عاماً هي ربة منزل عادية لها ثلاثة أطفال وهي غير سعيدة في حياتها الزوجية بسبب خيانة زوجها لها، تغيرت حياتها بشكل كبير بعد أن تولت وظيفة قارئة وناقدة لأحد الوكالات الأدبية، وكانت مهمتها الأدبية الأولى رواية الكفر العذب وهي رواية عن الفقيه الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ومعلمه الصوفي شمس الدين التبريزي، كاتب الرواية غير المعروف أدبياً عزيز ظهارة يعيش في تركيا.
ـ سرعان ما وجدت إيلا نفسها مفتونة بالرواية وبالرجل الذي كتبها، فبدأت تنشأ بينهما رسائل بريد إلكترونية ذات طابع غزلي، فأثناء قراءتها للرواية أخذت تتساءل عن الحياة الرتيبة التي تعيشها والتي تخلو من العاطفة والحب الحقيقين، ففي قلب الرواية التي تقرأها إيلا هناك الصوفي المتجول شمس الدين التبريزي الذي سلك نهج تحدي الحكمة التقليدية والأحكام المسبقة الاجتماعية والدينية وواجهها وبدأ بالبحث عن الرفيق الروحي الذي من المقرر له أن يعلمه فمهمته هي تحويل تلميذه جلال الدين الرومي الواعظ المحبوب إلى أعظم شعراء العالم، من أجل أن يصبح صوت الحب.
حمل الكتاب
👈 من هنا
ـ جلال الدين الرومي طالب مجتهد ولكن عائلته ومجتمعه يشعرون بالاستياء الكبير من شمس لأنه أزعج أسلوب حياتهم المستقر، الرومي يحظى بالإعجاب والاحترام في مجتمعه، ومهمة شمس هي جعل الرومي يبتعد عن وسائل الراحة التي يوفرها له أسلوب حياته المحترم.
ـ يضطر كل من جلال الدين الرومي وإيلا روبينستين من خلال علاقتهما بعزيز وشمس على التوالي إلى طرح التساؤلات، ومن ثم الاستغناء عن السلامة والأمان في حياتهما من أجل الوصول إلى عدم اليقين والنشوة وإنكسار القلب، فلا يمكن لشمس ولا لعزيز تقديم الوعد بالسعادة الدائمة، فكل ما يمكنهم تقديمه هو طعم الاتحاد الصوفي والحب الإلهي والانسجام العميق الذي يمكن الحصول عليه عند التخلص من النفس الزائفة التي تتكون تلبية للمجتمع المحيط للاحترام ومن ثم الوصول إلى الذات الحقيقية.
ـ طوال رحلة الرومي والتبريزي يعلمه الأخير قواعد العشق الأربعين، وهي الحكمة الصوفية التي يدعو إليها ويجسدها فهو يتحدى الأعراف التقليدية مراراً وتكراراً ويعرض نفسه للخطر، فكان التبريزي يدعوا إلى روحانية عالمية ليفتح الأبواب لجميع البشر من مختلف الديانات والمعتقدات والأجناس، وبدلاً إلى الدعوة إلى الجهاد الذي يعرف بالحرب على الكفار دعى التبريزي إلى الجهاد الداخلي للأنا والنفس، لكن أفكاره أثارت سخطاً كبيراً وغدت الرابطة الروحية الكبيرة بينه وبين الرومي مرماً للشائعات والافتراءات والهجمات وكان هذا الهجوم من أقرب المقربين إليهم، وبعد ثلاث سنوات على لقائهما انفصلا على نحو مأساوي إنتهت بقتل التبريزي، إلا أنه نجح في إلهام الرومي الشاعر الذي كان من المفترض أن يكون واحداً من أكثر الشعراء حكمة وعمقاً في العالم وبالمثل يلهم عزيز وقصته عن الرومي والتبريزي إيلا للخروج من زواج أصبح خانقاً عاطفياً وروحياً.
أتمنى أن يكون ملخص رواية قواعد العشق الأربعون قد نال إعجابكم وألهمكم في أن تكونوا مجاهدين في أعماق ذواتكم لتصبحوا ذواتكم ليس إلا، بعيداً عن الترهات الاجتماعية الخانقة التي لا تجلب لكم سوى الإنكار والرفض لواقعكم وحياتكم.
ودمتم بألف خير.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!