_بعد قرابةِ أربعة قرونٍ من الخمودِ، بركانٌ من عمقِ البحرِ يستعيدُ عافيتَه.
وتحديداً من البحرِ الأبيضِ المتوسط، أهم المسطحات المائية، البحر الذي يجمعُ بين ثلاث قارّات آسيا، أوروبا، وأفريقيا، يكتشف علماء البراكين غرفة صهارة ضخمة تتربع تحت بركان أسفل المتوسط، بالقرب من الجزيرة التي محا معالمها منذ قرون (جزيرة سانتوريني) اليونانية.
• بركان "كولومبو" (kolumbo)
أو كما سماه العديد وحش البحر الأبيض المتوسط.
يعدُّ بركان كولومبو واحداً من أشد البراكين البحرية (الغائصة)هيجاناً في العالم.
• ما هو البركان الغائص أو بركان تحت الماء؟
عبارة عن تشققات وصدوع في سطح الأرض، تنتج من الحمم البركانية التي يمكن أن تنفجر وتنقذف.
يبعد كولومبو حوالي سبعة كيلومترات من الجزيرة، وبعمقِ خمسمئة متراً تحت سطح البحر، وتقع الغالبية من هذه البراكين بالقرب من مناطق تحركات الألواح أو الصفائح التكتونيّة.
• تكوين بركان كولومبو ونشاطه:
كثُرت الدراسات حول نشاط هذا البركان، وخاصة بعد الزلزال المدمر الذي حصل في تركيا وشمال شرق سوريا منذ عدة أيام؛ نقطة تزاحم والتقاء صفيحة الأناضول بالصفيحة العربية وعلاقتهما الجيولوجية، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن البركان الذي ثار من حوالي 400 عام، يحمل غرفة صهارة متجددة بإمكانها تغذية ثوران بركاني هائل جديد خلال الأعوام القادمة.
• انفجاره الأخير :
وحسب المعلومات التاريخية عن هذا البركان فقد أدى انفجاره الأخير عام ١٦٥٠م إلى موت أكثر من سبعين شخص، إضافة إلى القضاء على الجزيرة المقابلة له وإلحاق خطر وضرر كبير فيما بعدها من يابسة .
• ماذا عن نشاطه وانفجاره القادم!
بالتفاصيل إن غرفة الصهارة التي تتربع أسفل البركان قد تؤدي إلى ثوران جديد ضخم، ما يعرض السكان والسياح للخطر.
تلك الغرفة التي بلغ عرضها ٠.٦ كم وعمقها ٢ كم، مع كتلة حمم منصهرة بلغت حتى الآن ٤٢ %.
غرفة الصهارة (magma chambers) أو الحجرة الصهارية
- الفوهة
- مجرى الحمم
-الحجرة الصهارية
هي حجرة وحوض ضخم من الصخور السائلة تقع تحت سطح الأرض بالعمق، تضم بداخلها ما يعرف الصهارة التي قد تغذي بركانا وتخرج فوق سطح الأرض، لتسمى عندها لافا (lava) أو تتجمع تحت القشرة الأرضية، بضغط مرتفع.
وبعد الاطلاع ومتابعة عدد من الأحداث البركانية الغائصة وغيرها العالمية فإن رواسب الصهارة تمثل خطراً أكبر، حيث أنها من أسباب بالأحرى من أهم أسباب ثوران البركان الذي قد يؤدي بدوره إلى تسونامي، الأخير الذي أودى بحياة دولة كاملة وانقضّ عليها الموج بارتفاعات هائلة.
• قياس كتلة الصهارة وشدة انفجارها.
كما نعلم، إن البراكين البحرية لا تقل أهمية عن الموجودة في اليابسة بل أخطر منها، ويتم مراقبتها بشكل دوري وحساس ولكن تصعب عملية القياس والمراقبة نسبة لوجودها تحت الماء، هذا ما يشكل قلة في البيانات عند العلماء وخبراء الزلازل والبراكين.
إن تلك الصعوبات حثت الخبراء على اكتشاف طرق وحيل جديدة لقياس الميكانيكا الداخليّة للبركان، مثل: (الانقلاب الموجي الكامل) الذي يعتمد على سرعة الموجات الزلزالية التي تنتقل عبر الأرض، وعن طريق انخفاض سرعة الموجات تحت البركان استطاعوا تحديد غرفة الصهارة وأنها ليست صخور صلبة.
ومن الدراسات ما أكد وجود ما يقارب 1.4 كم² من الصهارة داخل حجرة البركان، وهي في تزايد مستمر.
بعد ذلك فإن انفجار هذا البركان يؤدي إلى تسونامي كما 1650م، وهذا الحدث بإمكانه تغطية دائرة نصف قطرها حتى مئة وخمسين كيلو متر من الدمار.
هذا كله قد يحصل بظرف أيام إلى مئة وخمسين عام، فلا بد من أخذ الحذر ولكن بعيداً عن القلق والتوتر، كل ذلك وأكثر من أجل المعرفة.
عودة المخاوف 2025:
200هزة أرضية وأكثر ضربت الجزر اليونانية خلال 24ساعة وعلى أعماق سطحية، هزات على القوس الهيليني أعادت الخوف إلى العلماء والتنبؤ بقرب ثوران بركان كولومبو النشط.
تميزت هذه الهزات بشدة بلغ أعلاها ما يقارب ال5 درجات.
وقعت هذه الهزات شمال جزيرة كريت.
إن النشاط التكتوني في بحر إيجة في اليونان مرتبط بنشاط البراكين مما يثير القلق بتأثيره على استيقاظ وحش المتوسط.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!