أجيال تتسابق وأيام تمضي، والحياة تمشي وتواكب كل التطورات الاجتماعية منها والتكنولوجية، واليوم نرى جيلنا قد وصل إلى مرحلة لم يصلها ما قبله، ودائماً ما يتم طرح سؤال في كل جلسة حوارية أو نقاش ما إذا كنا محظوظين لتوفر فرص جديدة أم نحن جيل مظلوم بسبب التحديات التي تواجهنا بسبب هذا التطور.
وهذا السؤال سيتم الجواب عنه في هذا المقال، و سنناقش تأثير هذا التطور على الجيل z ولنكتشف هل نحن واكبنا زمن الراحة أو زمن الضغوط ....هيا بنا
هل التكنولوجية نعمة لنا أم نقمة علينا؟
إن التكنولوجيا وجهان لعملة واحدة، حيث لا نستطيع أن ننكر كمية الفرص التي قدمتها لنا بسلاسة من سهولة التواصل إلى سهولة التعلم عبر الانترنت، قدمت مرونة وظيفية كان يتمناها الجيل السابق، كما أنها طورت فكرة العمل والتعلم عن بعد.
الوجه السلبي هو فرضها النمط السريع للحياة، كما أنها أثرت على نفسية الشباب من خلال المقارنات الاجتماعية، وولدت لديه الضغط النفسي مما أدى إلى انتشار الاكتئاب ومظاهر القلق بكثرة بين جيل الألفية.
هل زيادة الفرص التعليمية والعملية تولد ضغوطاً متزايدة؟
لن نغفل عن التطور الكبير الذي شهده نظام التعليم، حيث قدم الانترنت دورات مجانية ومنها المدفوعة في جميع المجالات وهذا ما سمح للشباب بتطوير أنفسهم ومهاراتهم بسلاسة وبعيداً عن كل القيود التقليدية التي كانت مفروضة.
جعلت من سوق العمل مساحة أكثر انفتاحاً على العمل والوظائف.
إلا أنها رفعت مستوى التنافس أكثر مما مضى، حيث لم تعد الشهادة الجامعية مؤهلاً كافياً لوظيفة ما، بل أصبح من الواجب عليك امتلاك مهارات باختصاصات أخرى وخبرات لتتكيف مع التطور المستمر.
كما أنها قلصت مفهوم الأمان الوظيفي نتيجة الضغوط العملية المستمرة.
ما هو تأثير التطور على علاقاتنا الاجتماعية؟ تواصل أكبر أم عزلة رقمية؟
ربما وفرت سبل التواصل وجعلتها أكثر سهولة، لكنها أبعدتنا عن اللقاءات المباشرة الحقيقية المليئة بدفء العائلة وتم الاعتماد على التواصل الافتراضي ما وراء الشاشة.
وقد جعلت من العلاقات العاطفية علاقات أكثر تعقيداً، لأن التطبيقات الإلكترونية قد أصبحت الوسيلة الأساسية للتعارف، وهذا أدى إلى تغيير نمط العلاقات وكيفية بنائها، حيث انقسمت الآراء إلى قسمين أحدهم اعتبره تطور إيجابي في العلاقات والأخر اعتبره سبب في هدم العلاقات.
الوضع الاقتصادي: استقلالية مالية أم أزمات متزايدة؟
على زمن أباءنا كان امتلاك المنزل والاستقرار المادي أمر عادي وشائع، أما اليوم تراكمت الأزمات الاقتصادية واتسمت الحياة بغلاء المعيشة وزاد التضخم وبهذا شكلت عائقاً في استقرار جيل zوجعلتهم يعيشون بظروف صعبة لم تكن موجودة عند الأجيال الماضية.
ومن منظور إيجابي فقد أعطانا الاقتصاد الرقمي فرصة جديدة للوصول إلى الاستقلال المادي، وبذلك يمكن لأي شخص يمتلك مهارات مميزة مثل التسويق الرقمي أن ينشأ محتوى ذو فائدة ومصدر دخل، وهذا لم يكن موجوداً في الماضي.
ما هو تأثير التطور على الصحة النفسية: وعي متزايد أم تحديات أكبر؟
فتحت التكنولوجيا مجالاً لنصبح أكثر إطلاع على الصحة النفسية وأمراضها والسعي لعلاج هذه الأمراض بوعي أكبر من الأجيال السابقة.
أصبحنا نفهم ونتحدث عن هذه الأمراض مثل القلق والاكتئاب بطريقة واضحة ودون خوف.
من وجهة نظر مختلفة نرى أن التكنولوجيا قد فاقمت المشكلات النفسية وزادت الضغوط نتيجة المقارنة والصعوبة في إيجاد التوازن المالي والمهني، وزيادة الأعباء تزيد الضغوط النفسية على الشباب.
ما هو تأثير التطور والتكنولوجيا على الحرية والاستقلالية: تمكين أم ضياع؟
يتمتع الجيلz بحرية غير مسبوقة، فهو قادر على اختيار نمط حياته في أي مجال علمي أو عملي وفي طريقة عيشه، الجميع خرج عن القوالب النمطية للحياة وفقاً لما يراه مناسب.
هذه الحرية المتاحة ربما أثرت على الشباب ووضعتهم وسط خيارات لا منتهية وجعلته يشعر بالضياع وخصوصاً في عالم متطور فيه الكثير من التحديات والمغريات.
في النهاية : هل نحن محظوظون أم مظلومون؟
بعد مقارنات ودراسات في مختلف جوانب الحياة في الوقت الحالي والزمن الماضي، نرى أن جيل الألفية ليس محظوظاً بشكل كامل وليس مظلوماً أيضاً.
نحن جيل يملك بين يديه فرص لم تكن موجودة مسبقاً ولدينا أيضاً تحديات لم تواجه الجيل الماضي .
اعتقد بأن السر يكون في تحقيق التوازن بين استغلال الفرصة والوعي في التعامل مع التحديات.
لكل منا رؤية مختلفة للأمور من حولنا فنحن من يختار أن يكون مظلوم أو محظوظ، خيارك بين يديك.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!