انضمت رواية القوقعة (يوميات متلصص) لمؤلفها السوري مصطفى خليفة إلى قافلة الأعمال الأدبية والروايات التي تندرج ضمن ما يعرف بأدب السجون وحققت صدى كبير جعل القرّاء والنقاد يقبلون عليها بالقراءة والدراسة وسنتناولها في هذه المقالة بالتحليل الموجز
:تحليل الرواية
يصور مصطفى خليفة في هذا العمل الأدبي الحالة النفسية الصعبة التي يعاني منها السجين داخل المعتقلات وبعد خروجه منها سارداً الكواليس التي تتخفّى وراء القضبان وذلك من خلال سرد معاناته الشخصية التي عانى منها الكاتب
يوجي العنوان الذي اختاره الكاتب بمدى الانغلاق والتقييد والكبت الذي تدور حوله الأحداث فيقصد به الدرع الصلب الذي تحتم به كائنات من قبل بعض الحيوانات لكون المكان ضيقا ملائم لانعزال الكائن بنفسه ويشعر فيه بالحد الأدنى من الامان وهذا بالضبط ما عاشه بطل الرواية وقد أقرن العنوان بيوميات متلصص للإشارة إلى الفتحة الموجودة في القوقعة التي كان يتلصص من خلالها على الآخرين
:شخصيات الرواية
:تدور أحداث الرواية في أحد معتقلات النظام السوري الدموي السابق وشخصيات الرواية الرئيسية هي
بطل الرواية الذي تحفّظ الكاتب عن ذكر اسمه رغم ذلك فقد كان محور الرواية ومحرك الأحداث الرئيسي لها هو شاب مسيحي درس في فرنسا ودرس الإخراج السينمائي ثم عاد إلى وطنه الأم سوريا
سوزان هي حبيبة البطل وذات أصول عربية مقيمة مع أفراد أسرتها في فرنسا وانقطعت علاقتها بالبطل بعد عودته إلى بلده
أبو رمزي هو رئيس المكتب ويصدر الأوامر بحق السجناء في المعتقل
أيوب رئيس المهجع ويصدر الأوامر للجلاد
الرجل العملاق هو الشخص الذي كان يلاحق البطل دائما ومثلت شخصية الجلاد العنف بأشد صوره فكان يتلذذ بتعذيب المعتقلين
الدكتور زاهي هو من تولى رعاية المساجين عندما اشتد بهم المرض وكان بقوم بواجبه على أكمل وجه
نسيم هو الصديق المقرب لبطل الرواية كان يقضي معه ساعات يتبادلان أطراف الحديث
أبو محمد الشرطة العسكرية
أبو حسين
الدكتور سمير
السجان وأولاده
العميد
أما الشخصيات الثانوية
ميسون والتي هي خطيبة أحد السجناء والتي كان متعلقا بها فيراها في أحلامه
شقيق البطل الذي استقبل البطل بعد خروجه من السجن واعتنى به حتى تجاوز الحالة النفسية الصعبة
لينا هي ابنة شقيق البطل الذي استطاع التعرف بصعوبة إلى ملامحها
خال البطل والذي ساعده على الخروج من السجن
موظف الإذاعة موسى
سميرة
:الأحداث
تبدأ أحداث الرواية بوداع البطل لحبيبته في مطار فرنسا بعد أن قرر العودة إلى وطنه بعد انتهاء دراسته في اختصاص الإخراج السينمائي لكن ما أن يصل لمطار بلده حتى يتم القبض عليه دون أن يدري ما هي تهمته وينقل بعدها إلى السجن مباشرة
بعد فترة من مكوثه في السجن الصحراوي الشهير عرف تهمته وهي الانتماء إلى أحد الجماعات الدينية المحظورة لتبدأ بعدها محاولاته بنفي هذه التهمة بكل ما يملكه من أدلة وبراهين تثبت براءته ولكن باءت محاولاته كلها بالفشل وكانت دون جدوى
ينقل البطل إلى سجن أخر ليبدأ فصل جديد في العذاب ويرى أساليب عجيبة من التعذيب يفقد على أثرها الكثير من أصدقاءه ويصاب آخرين منهم بأمراض جسدية تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي
نتيجة التعذيب المستمر له تقوقع البطل على نفسه وأخذ دور المتلصص على باقي المساجين في السجن وانعزل بذلك عن محيطه مدة 13 عاما من الاعتقال التعسفي والتعذيب المستمر وبعد جهود كبيرة من خاله الذي كان قد أصبح وزيرا تم الإفراج عنه ليصطدم بعقبة كبيرة جدا وهي عدم قدرته على الانسجام مع العالم الخارجي وأما صدمته الكبرى فعندما علم أنه أمضى 13 سنة من حياته في معتقل نكل به وسرق شبابه وأحلامه بسبب تقرير كيدي من أحد الأشخاص أثناء تواجده في فرنسا
لقد شغلت هذه الرواية الرأي العام في الخفاء لكثير من السنوات وكان تداولها محظور بشكل كامل ويتم بسرية تشكل خطرا على متداوليها وكان سبب شهرتها الكبير هو الدقة الكبيرة في سرد التفاصيل التي عاشها البطل والتي وصفت حال مئات آلاف السوريين وكانت شاهدا حياً على إجرام عائلة أقل ما يقال عنها أنها سفاحة ومجردة من معاني الإنسانية ...
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!