مناسبة يحتفل بها الآشوريون والسريان وأيضاً الكلدانيون في العراق، وهناك جزء من السوريين يحتفلون بال أكيتو ، فهو يعتبر من التراث المعمر حيث يبلغ عمره آلاف السنين، فهو موروث حيّ في داخلهم يصل حد القداسة.
*ما هو الأكيتو؟
يعتبر من الأعياد القديمة جداً التي شهدتها الحضارات البشرية وخصوصاً في منطقة بلاد الرافدين، رغم غموض معناه وعدم تحديد بدايته بشكل دقيق إلا أنه احتفال ديني مقدس، ووفق دراسة حديثة لأحد المهتمين بالحضارات القديمة فقد ذكر أن عيد الأكيتو يعود للقرن السادس قبل الميلاد وبالأخص في مدينة أور، وهي تابعة لحضارة وادي الرافدين.
عيد الأكيتو يمثل عيد رأس السنة البابلية الآشورية، وهو عيد ديني مقدس يمتد الاحتفال به ١٢ يوم ويمتاز هذا العيد بطقوس اسطورية تتمثل في أسطورة الخلق وأسطورة أخرى تدعى ( إينوما إيليش) وتحكي هذه الأسطورة عن عودة الإله مردوخ إلى الحياة على يد الإله نابو وهو ابنه ، وذلك لبعث الربيع في الطبيعة وبداية دورة حياة جديدة.
*أصل التسمية:
لقد أطلق على هذا اليوم العديد من الأسماء وفق المراحل التاريخية التي مر بها فقد كان يلفظ عند الساميين ب ( حِجيتو) حيث كانت لغتهم أكادية ومن ثم العربية.
عند في اللغة السريانية فهي إلى اليوم تسمى الحج ومعناها الاحتفال.
ويطلق عليه اسم عيد ال ( ريش شاتم) عند البابليين حيث ريش تعني الرأس ، وشاتم تعني سنة.
أما اسم (ريش شاته) فقد أطلق في العراق ولغتهم السورث المحكية إلى يومنا هذا عند الكلدانيون.
هناك عيدين رئيسين في بلاد ما بين النهرين الأكيتو و زكموك.
أحدهما في الربيع والأخر في الخريف
*الأكيتو عبر التاريخ:
قد أشارت بعض المراجع التاريخية إلى أن هذا الاحتفال يعود للفترة ما بين الألفين الرابع والخامس قبل الميلاد.
_ومصادر تقول أن السومريين وأيضاً ما يعرفوا باسم الساميين قد بدت عندهم مظاهر الاحتفال بهذا اليوم منذ ٥٣٠٠ قبل الميلاد (عصر أريدو).
حيث كان يسمى باسم زكموك Zag mug.في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين وكان الاحتفال يقام مرتين من كل عام في فصل الربيع وفي فصل الخريف.
لكن الساميين وهم مجموعة قد سكنت العراق قديماً فهي من أطلق اسم أكيتو على هذا اليوم ومعناها الحياة.
*عيد الزاك موك:
وهو عيد الاحتفال بحصاد الشعير وأيضا بموسم قطف التمر وهو في وقت الاعتدال الخريفي، حيث يكون الاحتفال في اليوم ١٥ من شهر أيلول في كل سنة.
حيث يقدس العيد النخلة التي تشتهر بها بلاد الرافدين.
ويدل على الأرض الخصبة التي تتمثل بشعائر الجنس مثل الزواج المقدس، الذي يرمز للإله دموزي وزوجته أنانا ، حيث استلهموا هذه الشخصيات من البابليين الذين يقدسون الإله تموز وزوجته عشتار.
ومع الوقت تم استنباط شخصيات جديد الإله مردوخ وزوجته صربانيتوم وذلك لإحياء شعائر الاحتفال في بابل.
وكان الأكيتو عيد ُتمارس به طقوس خاصة مثل جز صوف الأغنام وكان الاحتفال يقوم بين شهر آذار ونيسان ويعني رأس السنة أو الاعتدال الربيعي.
وعند السومريين فكان يتم الاحتفال في شهر نيسان وتشرين وقد كان يسمى أكيتي وبعدها سمي بال أكيتو.
أما عند الأكيديين فقد سمي ب أخيتو، وبقي الاحتفال بهذا العيد من الشعائر المتوارثة حتى القرن الثاني قبل الميلاد وذلك قبل الغزوات التي أثرت على البلاد من إمبراطوريات فارسية ومقدونيا و ساسانية.
والآن أصبح الأول من نيسان هو يوم الاحتفال بـ الأكيتو في وسط وجنوب بلاد النهرين.
*طقوس الاحتفال بعيد الأكيتو؟
في حضارة بابل القديمة تمثلت الطقوس بتجهيز موكب للملك وينطلق هذا الموكب ويتبعه عامة الناس و تترافق معه تراتيل دينية لتمجيد الإله مردوخ ، كما أنهم يقومون برش الماء وشرب النبيذ.
لقد توقف الاحتفال بهذا العيد فترة من الزمن، ليتم إحياؤه في العراق عام ٢٠٠٣، وذلك لأغراض مختلفة كـ الترويج للأحزاب وغيره.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!