لطالما كانت تنبؤات أحداث نهاية العالم من أكبر الألغاز التي حيرت البشرية، وبقيت أسرارها طي الكتمان لأعوام كثيرة، إلا أننا لا يمكن إلا وأن نتعرف عليها نظراً لتحقق الكثير من النبوءات المختلفة من الكثير من الأشخاص الذين اشتهروا في حقبة زمنية ما.
في مقالتنا اليوم سنتعرف على الكثير من الأسرار حول أحد أبرز هؤلاء العرافين، لكن من هو يا ترى؟ وكيف بدأت شهرته؟ وهل فعلاً كانت كل توقعاته وتنبؤاته صحيحة؟… لنتابع سوياً...
كيف بدأ الأمر؟
"بعد أن تنتهي الثورة الكبرى سيأتي ثلاثة أشخاص ويقومون بفتح قبري، ولكن ستكون آخر نبوءاتي بمثابة رعب لهم، سيهربون وستقوم الشرطة بملاحقتهم، وستقوم بقتل اثنين منهم، أما الشخص الثالث فسيفقد عقله للأبد" هذا النص كان بمثابة آخر نبوءات ميشيل نوستراداموس أشهر عراف في تاريخ البشرية، والذي أوصى أن تدفن معه سنة 1566م والغريب، في الأمر أن النبوءة هذه تحققت بشكل حرفي بعد وفاته ب 233 سنة من كتابتها، وهذا الأمر كان قد حدث بعد الثورة الفرنسية ب4 أيام بالضبط، كما أن هذه النبوءة لم تكن النبوءة الوحيدة التي تحققت بالفعل ف نوستراداموس، كان قد تنبأ بعدد كبير من الأحداث التي تحققت بعد وفاته بقرون فكان قد كتب جميع نبوءاته بشكل سلسلة من 932 رباعية شعرية كبيرة، أجبرت الصحف العالمية اليوم على نشر تنبؤاته على الدوام، ويقال أنه قد تنبأ بمجاعة وتضخم اقتصادي عالمي سنة 2022 هل تصدق هذا؟!
ما هي أكثر النبوءات التي حققت شهرة لنوستراداموس؟
إن أكثر النبوءات التي تسببت بشهرته هي نبوءته التي تحدثت عن قدوم هتلر وعن نهايته أيضاً حول حادثة قتل الرئيس الأمريكي جون كيندي، ورجوع اليهود إلى فلسطين واحتلالها من قبلهم.
من هو نوستراداموس:
هو ميشيل دينوسردام الذي ولد في 14 ديسمبر عام 1503 في الجنوب الفرنسي، كان قد ولد لأسرة عاديّة ريفية ذات جذور يهودية واعتنقت فيما بعد العقيدة الكاثوليكية، كان نوستراداموس أكبر إخوته وظهرت عليه علامات الذكاء الشديد من سن صغيرة للغاية، حيث قام جده بتبنيه والقيام بتعليمه العبرية واليونانية واللاتينية، فضلاً عن أصول الرياضيات وعلم الفلك والتنجيم الذي كان يطلق عليه العلم السماوي، لترسله عائلته فيما بعد إلى مدينة أفينيون لكي يتابع هناك دراسته وتظهر قدراته الاستثنائية في علم الفلك، وأيّد النظرية التي كانت تقول بأن الأرض كروية الشكل وتدور حول الشمس، الأمر الذي كانت الكنيسة ترفضه رفضاً كلياً فقامت عائلته بنقله لمدينة أخرى من أجل دراسة الطب خوفاً عليه من عقاب الكنيسة له، ولتميزه الكبير استطاع النجاح في الطب أيضاً وظهرت قدراته الاستثنائية من خلال ابتكاره الأدوية التي أبدت استجابة جيدة لمرض الطاعون الأسود الذي كان متفشيا آنذاك، وأخذ بتوزيع الأدوية بشكل مجاني على الفقراء والمرضى.
نوستراداموس وسكاليجر :
بعد ترحال نوستراداموس الطويل قرر الاستقرار في مدينة تولوز، وهناك تعرف على سكاليجر أشهر فلاسفة أوروبا في ذلك الوقت الذي دعاه للقدوم إلى منزله في مدينة أجن، قبل نوستراداموس بهذا العرض وقدم معه وفي هذا الوقت قرر نوستراداموس الاستقرار فتزوج ورزق بطفلين، وبقيت حياته مستقرة إلى اليوم الذي وصل الطاعون لمنزله وأودى بحياة طفليه وامرأته، وبعد عدد من محاولات الطبيب بالزواج والاستقرار والتي كانت تنتهي جميعها بوفاة زوجاته بفعل الطاعون، أحس أنه مطارد من قبل لعنة غير مفهومة، وبدأت حياته تميل رُوَيْدًا رُوَيْدا للظلمة، لتتهمه الكنيسة فيما بعد بالهرطقة والكفر نتيجة إخبار أحد النحاتين الذين ينحتون تماثيل للسيدة العذراء ونعته بأنه يصنع الشياطين، الأمر الذي جعله يهم بالهروب إلى إيطاليا ليلتقي بأحد المزارعين الذين كانوا يربون الخنازير، ويعمل كاهنا في الكنيسة، وكان نوستراداموس قد تنبأ له بأنه سيصبح بابا الفاتيكان لتصدق نبوءته بعد وفاته بـ 5 سنوات.
طريق التنبؤات :
تنبأ نوستراداموس في إحدى المرات بأن صبياً يدعى هنري سيكون ملك فرنسا يوماً ما، الأمر الذي تحقق بالفعل ليكون هنري ملكاً بالفعل.
استمر الأمر على هذا المنوال وتتالت التنبؤات الصادقة الأمر الذي جعله يؤلف كتاباً مؤلفاً من 7 قرون وتناولت هذه القرون تنبؤاته التي شغلت العالم وحيرت كبار المنجمين والسحرة إلى يومنا هذا.
في نهاية المقالة يجب التنويه إلى أن علم الغيب هو من علم الله وحده، ولا أحد في هذا الكون الشاسع قادر على معرفة علوم الغيب سواه عز وجل، لذلك لا مانع من قراءة التاريخ والتنبؤات المختلفة بقصد التسلية والفضول.
ودمتم بألف خير.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!