جميعنا يخطر في بالنا سؤال عن دور الأب في الأسرة، هل هو فقط كسب الرزق ؟
إن الاب هو رب الأسرة مصدر الأمان وصاحب القرار الصائب والرأي السديد.
ما ذكرته صحيح لكن ورغم زحمة الحياة واشغالها ، والوقت الضيق الذي يعيق اتمام المهام ، من ممكن أن تعطي جزء صغير من وقتك ،حتى تهتم ببيتك وأطفالك، وتزرع بهم القيم والمهارات التي لن يحصلوا عليها بإتقان ، إلا منك أنت.
ما هو دور الأب في تربية الأولاد؟
أولاً- المسؤولية :
إن التصرفات اليومية التي تقوم بها ، والتزامك بأوقات عملك ، وإتقان عملك على أكمل وجه ،وإتمام مهام المنزل الأساسية مثل تصليح الأعطال أو توفير الغذاء والشراب ، و توفير الملاذ الأمن، يزرع في أطفالك قيم خلقية سامية ، وتجعلهم يعرفون أنك قدوة حسنة وتعطيهم الصورة الصحيحة عن الأعمال التي يجب أن يقوموا بها في المستقبل .
من الممكن أن تعطي الطفل بعض المهام المناسبة لعمره ، وتكون جاد في الاعتماد عليه ،ليتعلم على المسؤولية .
ثانياً- التعلم من تجارب الحياة :
عليك أن تصادق أطفالك، بما معناه أن تأخذهم معك إلى السوق، إلى الجامع، إلى جمعة أصدقاء .
دع طفلك يجلس بصمت ويمتص ما يحدث حوله من نقاشات وافعال وتصرفات تعطيه حكمة ومعرفة للمستقبل .
إن طفلك يحفظ تصرفاتك ويخزنها في عقله الباطن إلى وقت الحاجة ، فإن حرصك على تواجد ابنك معك هو اهم من إدلاء النصيحة ذاتها ، فهر تعتبر وسيلة تعلم غير مباشرة.
ثالثاً- الصبر :
عليك أن تكون قدوة في تعليمهم الصبر ، ربما أنت في قمة التعب والإرهاق لكن عند دخولك المنزل ادخل بابتسامة .
إذا واجهتك مشكلة معينة يجب حلها بالهدوء والصبر، وعدم صب غضبك على زوجتك وأولادك .
علمهم أن يستقبلوا مشاكلهم بالحل السليم واللجوء إلى الله والهدوء في ردود الأفعال .
أنت القدوة لهم فكن صبوراً ليتعلم منك أطفالك الصبر .
رابعاً- رضا الوالدين :
إن كنت ترغب بأبناء بارين، عليك أن تكون بار لأهلك ، مثلاً عند عودتك من العمل متعب لا تمل من سؤال امك عن حاجاتها ،
إذا كنت مغترب لا تنسى الاطمئنان عنهم بشكل يومي وبوجود أطفالك ،
لا تتأفف من طلباتهم ومرضهم وكثرة سؤالهم، فأولادك ينسخون أفعالك ويحفظونها للمستقبل القريب .
خامساً- الجدية في الحياة :
الحياة صعبة والاستهتار بجلب الرزق والحصول على العمل، مشكلة لها عواقب كبيرة .
إذا كنت أب مدخن، ينصرف عن أولاده في السهر مع الأصدقاء واللعب بالشدة، أو بالموبايل وغيره، ومتابعة المسلسلات والأفلام، إذا كنت غير مبال لمنح أطفالك بعض من الوقت، أنت مجرم يقوم بتدمير بيته ونفسه وأطفاله .
إن الجدية في صرف ساعات اليوم أمر مهم جداً، فإن التزامك بعملك والحرص على تطويره، وتطوير نفسك ومعلوماتك واهتمامك بصحتك، بالتأكيد سينعكس على أطفالك ، فانتبه لتصرفاتك.
سادساً- الرجل المحترم :
عندما تحترم زوجتك ، تحترم ابنك وابنتك ، وتحترم رأيهم وقراراتهم ، وتحترم وقتهم وحريتهم ،فأنت إذاً مرآة للاحترام تنعكس على اطفالك، إن الاحترام ركيزة بناء منزل سليم ، ونفسية سوية تحترم الأخرين ، حتى زوجتك ستعاملك بالمثل وتكون حياتكم سعيدة مليئة بالاحترام .
على عكس الرجل المتسلط الذي يتسلط على الأخرين ويقلق نفسياتهم ،وتكون الأسرة مزيج من السلبية وعدم الاحترام ،
لا تجعل أسرتك تنفر من وجودك بينهم، اصنع ما تحب أن تعامل به .
سابعاً- التجهيز للمستقبل :
دور الأب في بناء مستقبل طفله دور جوهري، عليك البحث عن مهارات طفلك وتسليط الضوء عليها ، ووفر المال الكافي لصقل هذه المهارات، مثلاً ابنك يحب الشطرنج ادعمه بالتشجيع وتسجيل الدورات المناسبة لتقوية مهارته.
وعندما يصبحون في سن مناسبة ساعدهم باختيار المجال المناسب لهم ، والاختصاص الجامعي الذي يناسب مهاراتهم ، حتى يبدعوا ويجدون الوظيفة المناسبة لهم.
ثامناً- حب الله :
وهذا هو الأمر الأهم، صلاتك ، صيامك، دعائك، قراءة القرآن، الذهاب للجامع .
إنك تحت المراقبة، دع أولادك يشاركون في صلاة الجمعة ، البس لباسك الأبيض توضأ وتتطيب ، علمهم أداب الصلاة.
ادعي بصوت عالي واستغفر ، كرر ذكر الله وكللّهم بالرضا وطيْب الكلام ، علمهم صفات الرسول عليه الصلاة والسلام.
احرص على تخصيص وقت ولو صغير لأطفالك ، ساعة في الأسبوع تعلمهم مفهوم معين ، فإنهم بحاجتك ، بحاجة اهتمامك وصداقتك معهم ، إن وقت لعب صغير يفجر مواهب ويعلم أمور كثيرة ،و لحظة حب تعطي ثمار يانعة كلها مشاعر دافئة وصادقة ، كن القدوة الحسنة الطيبة ، ازرع الخير لتحصد الخير.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!