في عالم شاسع الأعراق والثقافات ظهرت الكثير من وسائل الترفيه الهادفة للكثير من الناس، ومن بينها كانت الأنمي ولكنن ما هي الإنمي؟ ما أصلها وكيف احتلت عقول الكبار والصغار؟ ماهي أنواعها؟
سوف نتناول في هذه المقالة، تاريخ فن عظيم وصل إلى العالمية، بدأ بالدول الغربية (أمريكا فرنسا ألمانيا)، وكانت موجهة للأطفال وسميت أنيميشن أو رسوم الأطفال المتحركة، وبعد ذلك لحقت بها اليابان، فالصورة الظاهرة للعيان تظهر كفن موجه للأطفال، لكن وجهه الآخر هو عكس ذلك تماماً.
كيف بدأ الأمر؟
أبطال الديجتال، المحقق كونان، ساندي بيل، هايدي وناروتو وغيرهم الكثير من الأسماء، الذين كان لهم بصمة كبيرة وأساسية في طفولة جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، لكن كيف تمكنت هذه الرسوم أن تترسخ في ذاكرتنا وتؤثر بنا؟
فإن كنت من متابعين عدنان ولينا ماوكلي والكابتن ماجد و غريندايزر وغيرهم الكثير من الكرتون الياباني ستكون هذه المعلومات مفيدة جداً وممتعة لك لنتعرف سوياً على القصة الكاملة للإنمي
ماهي مراحل تطوره؟ وكيف تقتل شركات الإنتاج العاملين فيها؟ وهل حقاً هو فن موجه للأطفال فقط؟ ومن هم الأوتاكو؟تابعوا معنا...
ولادة من خاصرة الحرب:
الآنمي هو فن رسوم متحركة جاء من أصل ياباني، وكلمة إنمي هي إختزال لكلمة أنميشن في اللغة الإنجليزية،وإلى فترة غير بعيدة كان يطلق على هذا الفن اسم مانجا أْئيغا، أو فيلم المانغا للتفريق بينها وبين الرسوم الأميركية، حيث كانت تلك الأفلام تقتبس من القصص المصورة اليابانية التي تسمى المانغا، وأبرز ما يميزها اتساع العيون اللافت للنظر في شخصياتها، ولكن ماهي المانغا؟ المانغا هي مرآة المجتمع الياباني، يرمز اسمها للرسوم الكرتونية، وتعني باللغة اليابانية الكاريكاتير، وكانت تقدم قصصها عن طريق نشرها بمجلات أسبوعية ...
تم إنتاج أول فيلم إنمي عام 1907، وكان عبارة عن ثلاث ثواني وكان يدعى كاتسودو شاشين والتي تعني صورة متحركة باللغة اليابانية، كان يتألف فقط من خمسين إطار، وبعد ذلك صنعوا عدة أفلام، لكن لسوء الحظ اختفت جميعها بعد زلزال كانتو الذي ضرب اليابان في عام 1923، وفي تلك الحقبة بقيت إنتاجات اليابان متواضعة.
دس السم في العسل:
يتم إصدار المئات من أفلام الأنمي، ولم تعد تقتصر على الرسومات الموجهة للأطفال، بل على العكس تماماً، أصبحت لها تصنيفات عديدة قد يكون لها جانب كبير غير مناسب للأطفال، بل ويجب حظره عنهم، ومن تصنيفات الأنمي المشهورة الميكا، الذي يكون حول الآليين مثل غرندايزر،.. وياوني إشني إي، الذي يتناول علاقات جنسية أو رومنسية بين الرجال .. ويورو أوشوجو إي هو النسخة المؤنثة من الياوي حيث يتحدث عن علاقات
حب بين الإناث والهينتاي وهو إنمي يستهدف البالغين، ويكون محتواه إباحي جنسي وغيرهم الكثير من التصنيفات الخطيرة المخالفة للأخلاق...
الموت في سبيل الإنمي:
تنتج اليابان سنوياً أكثر من مئتي إنمي جديد، فضلاً عن مواصلة إنتاج المسلسلات القديمة، وقد تضاعف إنتاج ذلك الفن خلال الألفية الثالثة، فبعد أن كان حجم الصناعة 10 مليارات في عام 2002 وصل إلى عشرين مليار عام 2017، محققاً ذروة نجاحه وانتشاره لكن حقيقةً مؤلمة تقف خلف هذا الازدهار، فهذا التوسع والانتشار مع المحافظة على الجودة، كان يبنى على ظروف عمل قاسية تتجاوز الحقوق الإنسانية للعاملين في ذلك الفن، سواء ما يتعلق بلأجور أو ساعات العمل وضغوطه التي بلغت حدوداً مرهقة حد الموت أحياناً.
من هم الأوتاكو؟
بالرغم من التطورات الكثيرة التي طرأت على الأنمي وشعبيتها الكبيرة في كل أصقاع الأرض، إلا أنه في كل تصنيفاته وأنواعه بقي محافظاً على طابعه الياباني، وظل يعكس صورة المجتمع الياباني وأصبح لهذا الفن أشخاصاً مهووسون به، قاموا بتشكيل فرقاً ومجموعات وأطلقوا على أنفسهم اسم أوتاكو، وتعني الملازم للمنزل، والقصد من هذه التسمية هو أن يعبروا على أن الإنمي هو عالمهم الذي ينعزلون به بعيداً عن أسرهم ومجتمعاتهم.
إن العالم الجديد أخذ يتغير بشكل كبير، فحتى هذه الصناعة أصبحت تصنع بطريقة مرنة تلائم تطورات العصر وحاجاته المتجددة والكثيرة، ...في نهاية مقالتنا الرائعة يسرنا أن تبدي لنا رأيك بهذه الصناعة، وفيما إذا كانت تشكل خطراً على الجيل الجديد، ويسرنا أيضاً أن تخبرنا عن سر تعلقك الشديد بها لو كنت من متابعين هذا الفن.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!