تاريخ المخدرات؟
عرفت الشعوب على مر التاريخ أنواع من المخدرات، فكانت قد اختلطت بثقافتها وأضحت جزءاً من عاداتها وتقاليدها حيث كانت استخداماتها تقتصر على التخفيف من آلام الجرحى والمرضى، كما استخدمت أنواع منها في زيادة نشاط المقاتلين في الحروب، وكانت الصين من أوائل الشعوب التي عرفت التعاطي، وذلك بعد انجرافهم في تعاطي الحشيش وذلك سنة 2737 ق.م.
ماهي المخدرات؟
تعتبر المخدرات مواد سامة شديدة الخطورة على الخلايا العصبية وخلايا المخ، مما يؤثر على قدرات المخ في اتخاذ قرارات آمنة ومنطقية، فالمخدرات تؤثر على قدرات الأشخاص بطرق متعددة، تستخدم المخدرات طبياً في العمليات الجراحية كأدوية مسكنة عالية التأثير، لاسيما في الحالات الطبية الحرجة والأمراض الجسدية المستعصية، ولكن ظلت تستخدم من قبل الكثيرين على أنها أدوية ترفيهية لما تسببه من تأثيرات على الدماغ خارج الأطر القانونية والمسموحة.
ماهي أقسام المخدرات؟
تنقسم المخدرات إلى أربعة أقسام رئيسية :
1-المهدئات (مهبطات): كالأفيونات، والهيروين، والترامادول.
2-المنشطات (منبهات) : الكوكايين، والشابو، والكريستال ميث، والكبتاجون.
3-المهلوسات(معطلات الإحساس): مثل الإكستا سي.
4-مثيرات جنسية: كالفياجرا.
💡يعد بعض أنواع هذه المخدرات طبيعي والبعض الآخر ناتج عن مواد كيميائية، ويعتبر أغلب الموجود منها ناتج عن خليط من المواد العشبية والمواد الصنعيّة.
الإدمان على المخدرات:
إن المخدرات تعتبر مواد ذات تأثير نفسي، أي أنها تغير من طريقة التفكير كالحالة المزاجية وطريقة التصرف ولا يمكن التنبؤ بها على الصحة الجسدية والعقلية، فمصطلح تعاطي أو إدمان المخدرات يستخدم لوصف حالة استخدام الشخص لأي من الأدوية غير المشروعة أو باستخدام الأدوية غير الموصوفة بطرق غير صحيحة بغرض الشعور بالراحة وإزالة التوتر، ومن أجل ذلك يطلق على هذا الأمر مصطلح "سوء استخدام العقاقير" الذي من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأمد.
ما هي ملامح طريق الإدمان؟
قد تستخدم المخدرات من أجل الهروب من واقع سيئ أو من أجل المتعة والإثارة أو ربما من أجل كسر الملل والفضول، فالأسباب متعددة وهنا يجب التفرقة بين متعاطي المخدرات أو الكحوليات، وبين مدمن المخدرات أو الكحوليات، فبعض الأشخاص يقوم بتعاطيها لعدة مرات متفرقة على سبيل التجربة أو لرغبته في النسيان أو غير ذلك ليتوقف بعدها من تلقاء نفسه، وهنا يطلق على هذا الشخص اسم المتعاطي أما الآخر فيستمر ويتعاطى مرات عدة ويوماً بعد الآخر ليصبح غير قادر على التوقف، الأمر الذي يسبب له مشكلات من النواحي الاجتماعية والأسرية والصحية، وعلى الرغم من المحاولات التي يقوم بها المدمن في التوقف إلا أنه لا يستطيع ويفشل وعدم القدرة على التوقف هو المعنى الحرفي للإدمان.
الضوء الأصفر:
في هذه المرحلة، تبدأ بعض الأعراض بالظهور على المتعاطي وذلك نتيجة التعاطي المتكرر والمنتظم، فيلاحظ على المتعاطي ملامح الإجهاد والغثيان والتغيب عن بعض الأعمال والتوقف الكامل عن ممارسة بعض الأنشطة الطبيعية، واضطراب علاقاته مع أصدقائه أو في العمل وظهور انفعالات عاطفية غير مفسرة، بالإضافة إلى بعض المشاكل القانونية كقيادة السيارة بسرعة عالية.
الضوء الأحمر:
هي المرحلة التي تسبق الوقوع في فخ الإدمان، وفيها يستمر الشخص في التعاطي بدرجة كبيرة دون الالتفات إلى ما قد تتسبب به المخدرات لحياته على الصعيد الصحي والاجتماعي والأسري، وتعد أبرز علامات هذه المرحلة هي تعاطي المخدرات في المواقف الخطيرة التي تطلب من الشخص أن يكن هادئاً، أو أثناء قيادة السيارة وزيادة كمية الجرعة من أجل تحقيق أكبر قدر من النشوة والتأثير.
ماهي طرق تعاطي المخدرات؟
يتم تعاطي المخدرات بعدة طرق مختلفة، وتشمل الطرق الشائعة للتعاطي:
1- ابتلاع الأقراص، أو شرب السوائل.
2- الحقن عن طريق الوريد.
3- الاستنشاق عبر الأنف.
💡إن تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية يؤدي إلى وفاة 350 ألف شخص سنوياً.
ما هي سبل علاج الإدمان؟
تمر رحلة العلاج من إدمان المخدرات بعدة محطات :
1- التشخيص:
تبدأ مراحل العلاج من الإدمان بزيارة الطبيب وتقييمه للحالة النفسية والجسدية للمتعاطي ودرجة الإدمان التي قد وصل إليها الشخص المتعاطي، كما أن الطبيب يقوم بسؤال المريض عن التاريخ المرضي للحالة.
2- سحب السموم من الجسد:
في الحقيقة، تعد هذه المرحلة الأخطر من مراحل علاج الإدمان فسحب المادة المخدرة من الجسم قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الإنسحابية: كالاكتئاب والقلق، ولكن لحسن الحظ فإن البرامج العلاجية في المستشفيات التخصصية ستسيطر على الأعراض الانسحابية للمخدرات.
3- إعادة التأهيل النفسي السلوكي :
تهدف هذه المرحلة إلى الإرشاد عن كيفية تجاوز المشكلة من الناحية المادية والاجتماعية والنفسية الناتجة عن الإدمان، وذلك عن طريق جلسات العلاج النفسي.
4- المتابعة اللاحقة:
إن متابعة الحالة بعد خروج المدمن المتعافي من المستشفى لا تقل أهمية عن أي من الخطوات السابقة للعلاج، فبناء على العديد من الإحصائيات الحديثة عادة ما يحدث انتكاس للحالة خلال 90 يوماً من تاريخ الخروج من المستشفى.
إن الإدمان مرض يستهدف المجتمع وسلامته بشكل عام، لما له من تأثير كارثي على الأفراد المكونين لهذا المجتمع، فالقرار هو الخطوة الأولى للعلاج من هذا السم القاتل، والابتعاد عن العادات السيئة وطلب العون الطبي من الاختصاصيين هو خطوة غاية في الذكاء، فالوقاية خير من قنطار علاج.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!