مع وصول التطور التكنولوجي إلى أغلب البيوت، أصبح من السهل أن يقع هذا التطور بين يدي الأطفال ، ونحن في زحمة الحياة ومشاغلها ، قد نغفل عن ذلك وماله من أثر سلبي أو إجابي ،فقد أصبحت مشاهدة الأطفال للتلفزيون منذ الصغر، وتحديداً لأفلام الكرتون أمرا شائعا وخطيرا. فبالرغم من الفوائد المكتسبة عند مشاهدتها كالتسلية، وتعلم بعض السلوكيات الجيدة أحياناً، إلا أن الأضرار الناتجة عن مشاهدتها طويلاً، تفوق تلك الميزات بأشواط ، وذلك إن أخطأنا الاستخدام ، وسنتناول اليوم بعضاً من هذه الأضرار.
أضرار أفلام الكرتون على الأطفال :
١- التأثير على قدرة الاستنتاج عند الأطفال:
من المفترض أن يكون تأثير مشاهدة الكرتون على خيال الطفل وتفكيره ذو صورة إيجابية، إلا أن الدراسات الطبية تؤكد على أن القيام بذلك في سنوات مبكرة، من شأنه أن يكبح خيال الطفل، بل ويقلل من قدراته الذهنية الخاصة بالتفكير، ويؤثر سلباً على ذكائه ،وذلك لتعوده على تلقي المعلومة بدل من استنتاجها ، وهو ما يؤكد على أهمية ممارسة الألعاب البدنية التقليدية للطفل في سنوات عمره الأولى بدلا من مجرد المشاهدة.
٢- تعلم العنف :
الوقت الذي تقوم فيه بعض الأفلام الكرتونية على مشاهد عنف ودماء، لا تتناسب تماما مع عقلية الأطفال الصغار، نجد أن تأثرهم السلبي بتلك المشاهد يحدث بشكل أسرع من المتوقع، فيظهر في صورة يقلد بها مايشاهده مع الأخوة والأصدقاء، واللجوء للعنف قبل التفكير بهدوء، مما يخلق لديهم المظاهر العدائية وعدم تقبل للحلول السلمية .
٣- اكتساب عادات مختلفة عن عاداتهم :
وذلك نتيجة لاختلاف مكان انتاجها ، ما يدعو للقلق أن تكون تلك الأفلام الكرتونية تحمل في طياتها أفكاراً غريبة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، ما ينتج عنه في النهاية تشتت ذهن الطفل الذي تنتابه الحيرة، بين ما يراه يومياً في منزله ومدرسته والمجتمع المحيط ، وبين ما يشاهده في تلك الأفلام وذلك إذا كان فلم الكرتون ليس ابن بيئته.
٤- خطرها على صحة أطفالنا :
يصل الأمر إلى الصحة مع ترك الوالدين للأطفال الإكثار من مشاهدة تلك الأفلام الكرتونية، لساعات طويلة يوميا، وبالتالي إلى إدمان مشاهدتها، ومن ثم تركيز الذهن عليها بدلاً من الاهتمام بالدراسة أو ممارسة الرياضة، ما يزيد من فرص الإصابة بالسمنة، علاوة على أن السهر أمام تلك الأفلام يزيد من خطر ضعف جهاز المناعة لديهم، في ظل احتياجهم لأطول ساعات ممكنة من النوم .
٥- الانفصال عن الواقع:
على الأهل متابعة ما يشاهده الطفل من أفلام وبرامج كارتونية، مع الحرص على أن تكون بسيطة هادفه تحمل في طياتها فكر وقيم راقية، وعلى ألا تزيد عدد ساعات مشاهدتها عن ساعتين يوميا، في الوقت الذي يجب الاهتمام فيه بتعويد الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية أو الهوايات الفنية في أغلب أوقات فراغه، حتى يفرغ طاقته الكامنة فيما يفيده بدلا من كبتها بالجلوس والمشاهدة فقط والتلقي المباشر .
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!