نعم هنالك أشكال وأساليب متعدّدة وكلّ شخصٍ منّا قد مرّ بمثل تلك التجارب واستخدم أسلوباً أو شكلاً معين.
من أشهر الآليّات وأكثرها انتشاراً:
-الكبتReprssion:
وهو من أساس آليّات الدفاع النفسيّة جميعها وأوسعها انتشاراً وأكثرها فاعليّة.ينشطُ الكبت منذ السنوات الأولى في حياة الإنسان .
حيث ينشأ الكبت لحمايةِ الأنا وتهدئة مستوى توترها وضغط الهوَ والأنا الأعلى عليها.
فهو أي (الكبت) عمليَّة دفاعيَّة لا شعوريَّة تقومُ باستبعادِ الرغبات المستهجنة وغيرها من حيّز الشعور إلى اللَّاشعور حمايةً لنفسِها من التوتر والقلق والألم .
يقول فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الكبت يحدث عند الناس جميعاً .
وتختلف مستويات تأثيره حسب قوة الأنا فهي أقوى عند الأسوياء وتستطيع تحمل ضغوط الأنا الأعلى والهو، أما عند العُصابيين (المرضى النفسيين) فتكون ضعيفة ويصعب عليها تحمل الضغوط مما يؤثر على الرغبات المكبوتة وظهورها كأعراض مرضية.
-الإسقاط Projection:
وهو من الأنواع المنتشرة كثيراً، حيث يعتمد مستخدمة إلقاء اللوم على الآخرين بعيوب و أخطاء يرتكبها .وذلك بغية تخفيف مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بها.
كثيراً ما نجد بعض الطلاب يلقون اللوم على المعلم في حال إخفاقهم في الامتحان، بدلاً من تحمل مسؤولية الأخطاء .
وتعد هذه الآليّة من الوسائل الخطيرة إذ يتحوّل الشخص المُخطئ إلى مُدافع ومُحاسب للشخص الآخر ويلصق به ذنبه والصّفات السّيّئة .
-التّبرير Rationalization:
يعلّل من خلاله الأشخاص السُّلوك ويفسّروا تصرفاتهم بأسباب قد تبدو منطقيّة ومعقولة للمجتمع، وإخفاء الأسباب الحقيقيّة الّتي تُثير عندهم القلق وتؤذي المشاعر.فبهذه الطريقة يعفي الشخص نفسه من الفشل الذي وقع به أو التصرفات التي قام بها؛ بوضع أسباب تخفّف من المسؤوليّة واللّوم عليه لتصبح قد حدثت خارج إرادته وهو غير مسؤول .
ولكنّ الإسراف من هذه الآليّة يأخذُ بالشخصِ إلى الفشل والكسل والتقصير لأنه دائماً ما يجد لنفسه ذرائع وحجج تخفّف من الألم والذنب.
-النكوصRegression :
هو استخدام الشخص لوسائل دفاعيّة لا تناسب مرحلته العمريّة عند وقوعه بتوتّر أو اصطدامه بعائق يعوق إشباع دافع لديه ويصعب التّغلب عليه مما ينتج عنده القلق والخوف؛ ما يجعله يرتّد إلى ممارسة بعض الأساليب التي تميّز مرحلة سابقة لنموّه وغير مناسبة لعمره.كثيراً ما نرى بعض الأطفال في سنّ العاشرة مثلاً ينكص إلى سلوكيّات طفل صغير (فيقوم بمصّ إصبعه عند مروره بموقف ضاغط أو مثير لا يقوى على مواجهته.
كذلك من هم أكبر سنّاً، ومن يُبالغ بالحديثِ عن ماضيه وما إلى ذلك.
فالنكوص حالة من الهروب بعيداً عن التّوتّر وتعبير عن قلّة الحيلة .
-الانسحاب Withdraw:
يعدُّ من الوسائل الدفاعيّة اللّاشعورية يستخدمها الفرد لتجنّب مواقف التّوتّر وما يُرافقه والتي يشعر أنّها صعبة ولا يقدر على مواجهتها أو تحمّل الضّغوط النّاجمة عنها .فيكون الانسحاب أفضل الحلول وهذه الوسيلة خطيرة حيث يعدّها عُلماء النفس من العلامات المنذرة بسوء التّوافق وتأخّر في النضج وتؤدي إلى الشّعور بالخجل والانطواء وحالات النقص خاصّة عند شعور الأفراد بعدم القدرة على مجابهة المواقف الحياتية والخوف منها .
يلجأ البعض إلى الانسحاب عن طريق الخمور والمخدرات وغيرها للهروب من شعور القلق والتّوتّر .
نُعطي مثالاً حاجة المدخِّن ورغبته للتدخين في المواقف العصيبة والتّوتّر .
-التّعويض Compensation:
ردود الأفعال التي يلجأ إليها الفرد عند شعوره بالنّقص أو الضعف والقصور متغلّباً بها على مشاعر الدّونيّة والظهور بصفة أفضل .هذا ما يُخفّف من تّوتّر الفرد وقلقه الناجم عمّا سبق .
مثال ذلك ظهور بعض الأشخاص بصيغة مرحة وجذّابة لتغطية قصور موجود عندهم .
وأيضاً سعي الطفل المنبوذ إلى تصرفٍ عدوانيّ من أجل لفت الانتباه.
وهذا السّلوك التعويضي قد يؤدّي إلى إزعاج المجتمع وإلى تصرفاتٍ خارجة عن قيمه .
-الإبدال (الاستبدال) والتّحويل Substitution and conversion:
وفي هذه الآليّة يقوم الشخص بكبت الضّغط السلبي وتفريغ شحناته في مواقف أخرى، كأن يقوم أحدنا بالانفعال من شخص وتفريغ هذا الانفعال والشحنات السلبية بأحد الأشخاص غير المسبّب .
هذا ما يُدعى التحويل ، وذلك لكي لا يواجه مصدر القلق والتّوتّر واستبدال المواجه بموقف آخر .
التّسامي Sublimation:
من الآليّات التي يقوم صاحبها بتحويل الضّغوط والتّوتّر والقلق إلى مواقف مقبولة اجتماعياً.
كأن يقوم بتحويل السّلوك العدواني إلى عملٍ مُحبّب يتفوّق بهِ اجتماعياً.
كما تحويل الرغبات الجنسيّة لأعمال ثقافية فنية أو غيرها تكون ذات طابع مقبول في المجتمع .
وأنت هل استخدمت واحدة من هذه الأساليب بكثرة؟
برأيك هل هناك حالات مشابهة؟!
وهل هناك أشخاص ظهرت لديهم هذه الأليّات؟! وعلى العلن؟
شاركنا رأيك.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!