حضارة بابل.. ولغز الأرض القديمة:
في الألفية الثانية قبل الميلاد، ولدت حضارة بابل العظيمة والتي تعد من أكثر حضارات العالم غموضًا وتشعباً، كانت بابل عاصمة بلاد ما بين النهرين وتحديداً في أراضي العراق، حيث تقع بين نهر الفرات ودجلة على بعد 88 كم جنوب العاصمة العراقية بغداد، والتي كانت قد ظهرت في العهد الثالث لمملكة أور حضارة أرض الجبابرة، حيث شكلت فيما بعد نواة لعاصمة ضمت الأراضي الواقعة جنوبي بلاد ما بين النهرين وجزءاً كبيراً من مملكة آشور شمال البلاد وذلك بعد أن قام الملك حمورابي بدخولها وتسميتها عاصمة لهذه الأراضي، وبفضل موقعها الفريد أصبحت مركزاً تجارياً وسياسياً مميزاً، وبذلك تكون قد ولدت حضارة بابل العظيمة.
💡حضارة بابل تعني في اللغة الأكادية بوابة الله.
سكان بابل:
لم يعرف عدد سكانها بدقة، ولكنه يقدر بين العشرة آلاف وحتى 50 ألفاً من المواطنين الذين سكنوها فقد امتلك البابليون القدرة على الحساب وقاموا بشق القنوات المائية وبناء السدود العظيمة، فضلاً عن تنظيم العديد من الأعمال المختلفة كصباغة الجلود والصناعات الفخارية المتنوعة، كما امتلكوا نظاماً قانونياً ومحاكماً تحاكم وفقاً لقوانين الملك حمورابي، فالمجتمع كان مكوناً من 3 طبقات من السكان مرتبين حسب أهميتهُم ، يأتي الحر الحاصل على كامل حقوقه في الطبقة الأولى، ويليه من يُعَدُّ أقل حرية منه، ليكون العبيد في النهاية، وكانت هذه الطبقات تخضع لقوانين حمورابي، أما بالنسبة للحياة العائلية وطقوس الزواج فكان الطابع البسيط والتقليدي هو الطاغي، وقريبة من تلك الطقوس المعروفة في يومنا هذا.
بنيان بابل:
لم يكن بنيان المدينة بنياناً عادياً أبداً، فقد حمل الكثير من الأسرار التي لم يستطع تحليلها أو فهمها أي أحد، فوفقاً لما كانوا يمتلكونه آنذاك فقد استطاعوا تشييد أبراج ومدن يعجز البشر اليوم على تنفيذها إذا ما تم استخدام أدواتهم البسيطة، الأمر الذي يؤكد تقدمهم العلمي والحضاري ففي القرن السابع قبل الميلاد شيدت حدائق بابل المعلقة، وكانت أشبه بجنة وسط الصحراء القاحلة مخالفة لكل قوانين الطبيعة، وقام ببنائها الملك نبوخذ نصر وأهداها لزوجته سميراميس كعلامة على حبه الكبير لها وذلك حين أحست بالاشتياق لبلدها وطبيعته الجميلة، أما عن سبب تسميتها بالمعلقة فذلك لأنها شيدت على شرفات القصر الملكي وأحاطت به من جميع الجهات فكانت منظراً أخاذاً للناظرين.
أسرار بابل التي لم تكشف:
إن المعالم الأثرية في بابل لا تقتصر على ما تم ذكره في الكتب التاريخية فهناك الكثير من الكنوز الحضارية كالمِسلة وتمثال الأسد والمعابد العظيمة التي شيدت في المدينة، تُعَدُّ بابل من عجائب الدنيا السبع من دون منازع، وعلى الرغم من هذا الوجه المشرق لها إلا أنها تملك وجهاً آخراً شديدُ الظلمة، وذلك لكونها كانت أرضاً للسحر والشعوذة، فالبابليين قاموا بوضع علم قائم بحد ذاته لقوانين السحر الذي كانت له مكانة كبيرة لأهل بابل في العصور الأولى والقديمة، فرِجال الكهنوت كانوا ذا مكانة أعلى من مكانة رجال الدين، وكانوا يقيمون طقوساً خاصة بذلك وكانت العرافات يلعبن دوراً بارزاً في السحر حتى أن الساحر كان يقارع الجبابرة بالسحر.
السحر بين الفراعنة والبابليين:
إن السحر لدى البابليين كان مشابهاً للسحر لدى الفراعنة، وكان السحر الأسود هو أكثر الأنواع خطورة وانتشاراً في كلتا الحضارتين
ما هي الكابالا؟
هي فئة من اليهود تدل على تفسيرات باطنية للأفكار التلمودية المأخوذة من التعاليم الغيبية والروحانية، والتي تشتمل على السحر والممارسات الصوفية ولا يرفض اليهود هذه التعاليم بل يعتبرونها الحلقة الداخلية التي يجب ألا يكشف عنها، وذلك لكونها تعبر عن التقوى والولاء في ديانتهم، وكان أصل هذا السحر من فارس وانتقل إلى بابل وظل بنو إسرائيل محتفظين بهذه الأسرار إلى يومنا هذا.
إن الحضارات القديمة موطن من مواطن أسرار هذه الأرض، فعلى الرغم من الجمال المحيط بها إلا أن أسراراً كثيرة ظلت مدفونة ولم تكشف حتى يومنا هذا.
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!