الإنترنت الذي نستخدمه تكاد حقبته أن تنتهي بثورة جديدة في عالم التكنولوجيا ، تسعى لخلق عالم افتراضي يشبه العالم الذي نعيش به ، يدعى الميتافيرس ( metaverse ) .
أصل كلمة ميتافيرس
يعود مصطلح الميتافيرس إلى مؤلف الخيال العلمي "نيل ستيفنسون" ، الذي استخدم لأول مرة في روايته "سنو كراش" عام 1992 ، تحدث فيها عن عالم افتراضي خيالي يتفاعل فيه البشر مع بعضهم عبر أفاتارات ، وأطلق على هذا العالم اسم ميتافيرس ، والتي تعني ما وراء الكون .
ما هو الميتافيرس ؟
هو فضاء ثلاثي الأبعاد ، يمكن الوصول إليه باستخدام معدات خفيفة ، تتطور يوما بعد يوم ، وتقسم كلمة ميتافيرس إلى قسمين ، ميتا Meta وتعني ما وراء ، فيرس Verse وتعني الكون .
ماذا العتاد الذي يحتاجه الميتافيرس ؟
عندما ظهر الإنترنت ، كانت هناك تنبؤات تسبقه حول ما قد يصل إليه ، والتطور الذي قد يسمح به، وعندما تحقق هذا التطور على أرض الواقع أدهش الجميع .
وبقدوم تكنولوجيا الجيل الخامس 5G التي ستوفر سرعة اتصال كبيرة جدا لمعالجة الرسوميات ، والتي ستغني عن المعدات التقنية الثقيلة من معالجات ضخمة وكروت الشاشات ، فكل ما يحتاجه الأمر نظارات خفيفة متصلة عبر سرعة الجيل الخامس 5G بالخدمات السحابية المسؤولة عن القيام بكل المعالجات المطلوبة فوراً .
هل سيكون الميتافيرس متاح للجميع ؟
لا يستطيع أحد التحكم بالإنترنت ، فهو متناثر على خوادم مرتبطة ببعضها عن طريق بروتوكولات في جميع أنحاء العالم ، فهل سيكون الحال نفسه مع الميتافيرس ؟
يتمنى رائدوا التكنولوجيا أن يكون الميتافيرس عالما واحدا متكاملا للجميع مثل الإنترنت ، لكن المطورين يريدون المحافظة على براءات اختراعاتهم ، ما يشير على أن الميتافيرس عندما يظهر ستكون ملكيته لشركات خاصة مثل جوجل وفيسبوك، أو ربما سينقسم إلى عدة ميتافيرسات منفصلة عن بعضها البعض بعكس حرية الإنترنت القديمة ، ولكن هناك من يهتم بالبرمجيات مفتوحة المصدر التي يمكن لأي شخص مبرمج أن يطورها ، وهو ما يترك الأمل في أن تكون الميافيرس متاحة للجميع مستقبلاً .
ما هي مزايا الميتافيرس ؟
1- توسيع آفاق كيفية التعبير عن الذات : ففي مواقع التواصل الاجتماعي يمكن التعبير من خلال الصور والمقالات، ولكن مع وجود الميافيرس يمكن التعبير عن الذات من خلال تكوين الشكل والصفات الجسدية التي تتصورها .
2- إلغاء المسافات وتوسيع آفاق التجارب الممكنة : حيث تستطيع في العالم الافتراضي السفر إلى المكان الذي تريده، والقيام بجولة سياحية افتراضية من المنزل.
3- المقابلات : توفر الميتافيرس المجهود والوقت اللازم للذهاب إلى اجتماع في دول مختلفة ، حيث يمكنك القيام بالمقابلات الافتراضية من مكانك .
4- التسوق الافتراضي : لا حاجة بعد الميتافيرس إلى التسوق في المتاجر ، فيمكن التسوق افتراضيا ومعاينة السلع قبل الشراء.
5- التعلم والتعليم الافتراضي.
6- تحسين وتطوير تجربة الألعاب الافتراضية.
ما هي سلبيات الميتافيرس؟
1- الإدمان على العالم الافتراضي والانعزال عن العالم المادي.
2- الحاجة إلى قدر كبير من البيانات التي قد تسبب أزمة إنترنت على مستوى العالم.
3- احتكار الشركات الكبيرة للميتافيرس وتحويله لبيئة تسويقية.
أعمال فنية مشابهة للميتافيرس:
لم تكن رواية ستيفنسون هي الوحيدة التي صورت عالما خياليا مشابها عالمنا الحقيقي، فهناك العديد من الأعمال المشابهة من الخيال العلمي، ومنها:
الأنمي الشهير أبطال الديجيتال .
فيلم Minority Report .
فيلم Ready player one .
مسلسل Black mirror .
متى سنرى هذا الميتافيرس ؟ هل سيكون ذلك قريباً ؟ أم هل ستأتي تقنية أخرى لتحل محله ؟
تساؤلات كثيرة لدى رواد التكنولوجيا .
لا تنسى أن تترك لنا تعليقاً بعد قراءتك للمقال!